كلما شَعَرَت أنها نحلة تتوق للطيران وجمع الرحيق .. أخذتَها النشوة بأن تتجول في الأنحاء , تصطاد بقايا الضوء المتساقط من بين فوهات الأشجار! ذات لحظة وهي تتفحص دائرة السكون .. هربت من شيء أرعبها , وحولها إلى حالة فزع !! لم تكن - حينذاك - تعبأ بكل ما يصادفها من أعشاب مستلقية.. وأغصان متكئة على ظهر الأرض .. وحشرات فاغرة الأفواه تتضور جوعًا وعطشًا . كانت في مشيها الكثيف تنظر قبالة السماء .. وتقتحم مسافات الوحشة المتسللة خلسة من جميع الجهات . ركضت عن أقنعة الخوف قليلاً , واستلقت على جسد هش من الأعشاب .. أحست بخيانة من تحت الأطراف حيث تقلصت الأعشاب إلى الأسفل .. وتثاءبت الأرض بسرعة جنونية . حاولت أن تتسلق بأي شيء أمامها أو خلفها فلم يسعفها زمن اللحظة