... يدخن سيجارة محشوة بمخدر، بغية أن ينسى أو يتناسى .. ينتابه
شعور كاسح بارتياح وابتهاج عميقين.. يغرق في بحر أحلام وردية.. لعله
كان في جولة سياحية مع ليلاه في المريخ، وربما عينه دخان الحشيش
سفيرا لبلده في كوكب مجهول.. وإن كان ليس بإمكانه الحصول على "
تكشيرة " ليقامر بحياته.. !
رأى أمامه رجلا أنيقا، ينظر إليه باسما، وهو يدخن سيجارا: من أنت ؟
ماذا تريد ؟ وكيف دخلت إلى هنا ؟ !
- أنا الذي رافق الإنس مذ أخرج آدم من الجنة ! !
- إبليس في بيتنا.. أهلا وسهلا بالرجل الطيب..
وشده من تلابيبه: سأقتلك الليلة وأريح البشر من شرورك .. ضرب الحائط
بقبضة يده ، وصاح : ضقت ذرعا بكل شيء ، وسئمت هذه الحياة التي لا
معنى لها ... لقد جعلتني من المعذبين في الدنيا والآخرة . لو لم
نخرج من الجنة ، لكنت الآن .. ياه ! ! !
- هدىء من روعك .. أنت تثير زوبعة في فنجان ... بإمكان كـل واحد منا
أن يؤسس جنته الخاصة .. بإرادته وطموحه !
- ولو أني لا ناقة لي ولا جمل في( ... ) فلم لا ... ؟ !
- أحتاج إلى أمثالك ، لكي أحكم العالم .. ! !
تصافحا بشدة ، تم تعانقا في حرارة ..
تناهى إلى أذنيه صدى طلقات نارية، وصوت جهوري يحكم عليه بالإعدام،
بتهمة الخيانة العظمى.. للتو، قام من نومه فزعا على صوت المنبه: يا
للهول، كـدت أتحالف مع الشيطان !.. فـتــح الـباب ، فـانخلع قلبه..
وجاءه صوت أمه دافئا: سلامتك.. ماذا حل بك، يا حبة قـلبي ؟ ! أجابها
بصوت متهدج: قتلوني.. أعدموني.. قالت تخفـف عن وحيدها: إنه مجرد
كابوس، والسبب هذه السموم التي ... قم وغير ثيابك.. في بيتنا رجل
ينتظرك!..
يرقص قلبه فرحا.. يسرح شعره، وهو يغني.. يتمتم حقا، إن مع العسر
يسرا.. يخرج لمقابلة من بيده عصا موسى ، الـتي ستكتب الـنهاية
السعيدة،.. بيد أنه لم يصدق عيناه.. أخذ برنو إليه مشدوها ، وتمنى
لو تنشق الأرض وتتبتلعه..
وهتف في دهشة: أنت ؟!؟ ! الجـــديـــدة 95